فانطَلَقَ ففعَلَ ما أمرَهُ، ثمَّ أتَاه بقَصْعَةٍ، فوَضَعَها بَين يدَيْه، فَطَعَنَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في رأسِها، ثمَّ قال: «أَدْخِلْ عليَّ الناسَ (١) زُفَّةً زُفَّةً (٢)، ولا تُغَادِرَنَّ زُفَّةً إلى غيرها». ــ يعني: إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ــ، فجعلَ الناسُ يرِدُونَ، كلَّما فَرَغَتْ زُفَّةٌ وردَتْ أخرى، حتى فرَغَ النَّاسُ، ثمَّ عمَدَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى مَا فضُلَ منْهَا، فتَفَلَ فِيهِ وبَارَكَ، وقال:«يَا بِلَالُ، احمِلْهَا إلى أُمَّهَاتِكَ، وَقُلْ لهُنَّ: «كُلْنَ وَأَطْعِمْنَ مَنْ غَشِيَكُنَّ».
ثمَّ إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قامَ حَتَّى دَخَلَ عَلى النِّسَاءِ، فقال: ... «إنِّي قَدْ زَوَّجْتُ ابنَتي ابنَ عَمِّي، وَقَدْ علِمْتُنَّ مَنزِلَتَها مِنِّي، وإنِّي دَافِعُهَا إِلَيْهِ الآنَ ـ إنْ شَاءَ اللهُ ـ، فَدُوْنَكُنَّ ابْنَتَكُنَّ».
فَقَامَ النِّسَاءُ فَغَلَّفْنَهَا مِن طِيْبِهِنَّ (٣) وَحُلِيِّهِنَّ، (٤) ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخَلَ، (٥) فلمَّا رآهُ النِّسَاءُ ذَهَبْنَ وبَيْنَهُنَّ وبَيْنَ النَّبيِّ
(١) عند الآجري: ادْعُ الناس إلى المسجد. (٢) عند ابن أبي خيثمة، والآجري: (رُفْقَةً رُفْقَةً). (٣) عند الطبراني ــ وقد رواه من طريق الدبري عن عبدالرزاق ــ زيادة: وألبسْنَها من ثيابهن. ولم ترد الزيادة عند ابن أبي خيثمة ـ وقد رواه من طريق أحمد بن شبويه، عن عبدالرزاق ـ. (٤) عند الآجري، زيادة: (وَجَعَلْنَ فِي بَيْتِهَا فِرَاشاً حَشَوهُ لِيفَاً , وَوِسَادَةً وَكِسَاءً خَيْبَرِيَّاً، وَمخضبا , وَاتَّخَذْنَ أُمَّ أَيْمَنَ بَوَّابَةً). (٥) عند الآجري، زيادة: (ثُمَّ أَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى دَقَّ الْبَابَ , فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ أَيْمَنَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّه» وَفَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ , وَهِيَ تَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «أَثَمَّ أَخِي يَا أُمَّ أَيْمَنَ؟ » فَقَالَتْ لَهُ: وَمَنْ أَخُوكَ؟ فَقَالَ: ... «عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ». فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّه, هُوَ أَخُوكَ وَتُزَوِّجُهُ ابْنَتَكَ؟ ! فَقَالَ: «نَعَمْ». فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّمَا يُعْرَفُ الْحِلُّ وَالْحَرَامُ بِكَ).