للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: تحقيق التوحيد:

لا ريب أن عماد دعوة الشيخ باتفاق الموالين والمناوئين، توحيد الله ﷿ بأنواعه الثلاثة:

١ - توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله؛ من الخلق، والملك، والتدبير.

٢ - توحيد الألوهية: وهو توحيد الله بأفعال العباد؛ كالدعاء، والنذر، والذبح.

٣ - توحيد الأسماء والصفات: وهو توحيده بما سمى ووصف به نفسه.

وقد عُني الشيخ عناية خاصة بتوحيد العبادة، وقرره بأوضح عبارة، فقال في (الأصول الثلاثة): (اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملةَ إبراهيم، أن تعبد الله وحده، مخلصاً له الدين. وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ [الذاريات: ٥٦]، ومعنى يعبدون: يوحدون. وأعظم ما أمر الله به التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦]).

وظل الشيخ يأوي إلى هذا الركن الشديد في جميع مؤلفاته ومكاتباته ومراسلاته، يدعو الناس إلى تحقيق التوحيد، وتصفية العقيدة، وإخلاص العبادة التي بعث بها النبيون. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون﴾ [الأنبياء: ٢٥]، فطفق يبين للناس حقيقة التوحيد، ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، ومعنى الحنيفية.

<<  <   >  >>