وأمر الزكاة عظيم؛ فإن الله تعالى دائما يقرن الصلاة بالزكاة؛ ولهذا حارب أبو بكر الصديق المرتدين لما فرقوا بين الصلاة والزكاة وقال:(وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ. وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ)(١)، وقد قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: ١١] وقال: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: ٥] فهذا يدل على أن عصمة المال والدم، مقرون بالتوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
قوله:(كُتِبَ)؛ أي: فرض. (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) في هذا إيناس لهذه الأمة، أنكم لستم وحدكم كلفتم بهذه العبادة، بل قد سبق هذا لمن كان قبلكم من الأمم، وحتى يكون في ذلك حافز لهم. ثم بين ثمرة الصيام وفائدته بقوله:(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ ولذا قال نبينا ﷺ:(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)(٢).
الصوم في اللغة: الإمساك، كما قالت مريم ﵂ ﴿إِنِّي نَذَرْتُ
(١) أخرجه البخاري رقم (٧٢٨٥)، ومسلم رقم (٢٠)، من حديث أبي هريرة، ﵁، مرفوعاً. (٢) أخرجه البخاري رقم (١٩٠٣)، من حديث أبي هريرة، ﵁، مرفوعاً.