للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَدَلِيلُ الْذَّبْحِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣]. وَمِنَ الْسُّنَّةِ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ».

وَدَلِيلُ الْنَّذْرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: ٧]).

[الخوف وأنواعه]

قوله: (وَدَلِيلُ الْخَوْفِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾): (الخوف): توقع مكروه عن أمارة أو علامة مظنونة أو معلومة، وضد الخوف: الأمن، والخوف عبادة، والدليل على أن الخوف عبادة -ما استدل به المؤلف وهو قول الله ﷿: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٧٥]، فقد جعل ذلك شرطًا في الإيمان، وأول هذه الآية ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾ [آل عمران: ١٧٥]، ومعنى ﴿يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ﴾: أي يخوفكم بأوليائه.

والخوف أنواع:

النوع الأول: الخوف الطبيعي: هو ما جبل الله تعالى عليه الآدميين من الخوف من الأمور الضارة: كالخوف من السبع والحية والنار والعدو؛ وهو يقع لكل الناس، حتى أن موسى لما ألقى العصا وانقلبت ثعبانًا: ﴿وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ﴾ [القصص: ٣١]، فهذا خوف طبيعي ركبه الله تعالى في بنية ابن آدم؛ لدوام سلامته وحفظ الجنس الإنساني، ولو لم يكن عند الإنسان خوف لهلك الناس

<<  <   >  >>