للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمعنى العام: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص له من الشرك.

ثم بالمعنى الخاص: وهو التزام ما جاء به محمد ، من العقائد الصحيحة، والشرائع العادلة، والأخلاق القويمة، والآداب العالية؛ ولذلك تجب معرفته - كما قال المؤلف- كما يجب التفقه في الدين؛ فإن النبي قال: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) (١).

الأصل الثالث: معرفة النبي ؛ لأنه بعث إلينا وإلى جميع الخلق، قال تعالى آمرًا نبيه أن يعلن في العالمين: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٨]، فهذا إعلان عالمي للناس جميعًا، إنسهم وجنهم، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، كتابيهم ومشركهم، دعوة إلى الإيمان بمحمد واتباعه.

هذه هي الأصول الثلاثة التي يُسئل عنها العبد في قبره.

الأصل الأول

تعريف الرب والمعبود -

قوله: (فإذا قيلَ لكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ فقلْ: ربيَّ اللهُ الذي ربّاني ورَبَّى جميعَ العالمينَ بنعمِهِ): هذا تفريعٌ عن المسألة الأولى، أراد الشيخ أن يعرِّف الرب بأصل المعنى اللغوي الدال على التربية، والتربية من التنشئة شيئًا فشيئًا، رويدًا رويدًا.


(١) أخرجه البخاري رقم (٧١)، ومسلم رقم (١٠٣٧)، من حديث معاوية ، مرفوعاً.

<<  <   >  >>