قدر الله، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فجميع المخلوقات بهذا الاعتبار داخلة في العبودية الكونية العامة.
وأما العبودية الشرعية الخاصة، فهي عبودية المؤمنين التي تعني الموافقة والطاعة والمتابعة لدين الله ﷿.
ويمكن أن نضيف قسمًا وهو عبودية خاصة الخاصة: وهي التي يختص بها أنبياء الله؛ لأنهم أكمل الناس عبادة.
قوله:(وأعظمُ ما أَمرَ اللهُ به التوحيدَ وهو: إفرادُ اللهِ بالعبادة وأعظمُ ما نهى عنه الشركُ؛ وهو دعوةُ غيرهِ معهُ، والدليل قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦]).
[تعريف التوحيد وأقسامه]
التوحيد أعظم ما أمر الله به، وله ما بعده، وبدونه لا قيمة لشيء.
التوحيد في اللغة: جعل الشيء واحدًا، والمراد به هنا: اعتقاد الله واحدًا؛ ولذلك كان التوحيد بالمعنى الاصطلاحي: إفراد الله ﷾ بالربوبية وبالعبادة وبالأسماء والصفات.
والتوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: توحيد الربوبية: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله ﷾ هو الخالق لا خالق سواه، وهو المالك لا مالك سواه، وهو المدبر لا مدبر سواه. وبعبارة أخرى: إفراد الله بالخلق والملك والتدبير؛ لأن هذه الثلاثة عليها مدار الربوبية وبقية صفات الربوبية ترجع إلى هذه الثلاثة. وتوحيد الربوبية قد فطر عليه جميع الخلائق؛ الإنس والجن الطير والبهائم.
ولم يكن مخالفو الرسل ينازعون في توحيد الربوبية، بل كانوا