للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قال المؤلف :

(اعلَمْ -أرشدَكَ اللهُ لطاعتِه- أنَّ الحنيفيةَ: مِلَّةَ إبراهيمَ، أنْ تعبدَ اللهَ وحدَهُ مخلصًا له الدِّين، وبذلك أَمَرَ اللهُ جميعَ الناس وخلَقهم لها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦]، ومعنى ﴿يَعْبُدُونِ﴾ يوحِّدونِ، وأعظمُ ما أَمرَ اللهُ به التوحيدَ وهو: إفرادُ اللهِ بالعبادة وأعظمُ ما نهى عنه الشركُ؛ وهو دعوةُ غيرهِ معهُ، والدليل قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦]).

كرر الشيخ صيغة الأمر (اعلم): ليؤخذ الأمر مأخذ الجد والاحتفاء.

ثم دعا لسامعه بقوله: (أرشدَكَ اللهُ لطاعتِه): والرشد: ضد الغي والسفه، وهو: الاستقامة والصواب. والمقصود بالطاعة: الموافقة؛ موافقة الأمر فيما يجب؛ بامتثاله، وفيما يكره؛ باجتنابه.

[الحنيفية]

قوله: (أنَّ الحنيفيةَ: مِلَّةَ إبراهيمَ، أنْ تعبدَ اللهَ): جملة"مكونة من (أنَّ)، واسمها وخبرها، (الحنيفية)، هي اسم أنْ، (ومِلَّةَ إبراهيمَ)، ليست خبرها، وإنما هي بدل من الحنيفية (أنْ تعبدَ اللهَ)، الجملة المؤولة من أنْ وما دخلت عليه هي خبر أنْ.

والحنيفية مأخوذة من الحنف وهو: الميل، فالمقصود بالحنيفية:

<<  <   >  >>