للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ]

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه! وكم من ضال تائه قد هدوه! فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين (١).

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، القائل: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون﴾ [السجدة: ٢٤]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) (٢). أما بعد:

فلقد كان شيخ الإسلام، الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي، المشَرَّفي، الوهْبي، التميمي مجدد القرن الثاني


(١) ينظر: مقدمة الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة (ص: ٥٥).
(٢) أخرجه أبو داود رقم (٤٢٩١)، وصححه الحاكم في المستدرك رقم (٨٥٩٢)، وقال الحافظ ابن حجر بعد أن نقل احتجاج الإمام أحمد والزهري وغيرهما بهذا الحديث: "وهذا يُشعر بأن الحديث كان مشهوراً في ذلك العصر، ففيه تقوية للسند المذكور مع أنه قوي لثقة رجاله" ينظر: توالي التأسيس (ص: ٤٩). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (٥٩٩)، والأرناؤوط في تحقيق سنن أبي داود.

<<  <   >  >>