للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من يقسمه تقسيمًا آخر، لا يعارض التقسيم الثلاثي، فيقول التوحيد نوعان (١):

النوع الأول: توحيد المعرفة والإثبات: ويشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

النوع الثاني: توحيد القصد والطلب: وهو توحيد الألوهية أو توحيد العبادة.

ولا تعارض بين التقسيم الثنائي والتقسيم الثلاثي، وزيادة في الإيضاح فتوحيد "المعرفة والإثبات" يسمي أيضًا التوحيد العلمي، والتوحيد الخبري، والتوحيد النظري وكلها أسماء لمسمي واحد، أما توحيد "القصد والطلب"، فإنه يسمي التوحيد العملي، وتوحيد العبادة، وتوحيد الألوهية وكلها أسماء لمسمي واحد، فالنوع الأول: دلت عليه سورة الإخلاص: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾، والنوع الثاني: دلت عليه سورة الكافرون ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)﴾؛ ولأجل ذا كان نبينا يحتفي بهاتين السورتين وتشرع قراءتهما في صلوات عدة كركعتي الطواف، وركعتي الفجر، وفي الوتر، وكذلك في أوراد الصباح والمساء وأذكار النوم، وما ذلك إلا لعظيم فضل هاتين السورتين، وتضمنهما للتوحيد بجميع أنواعه.

[تعريف الشرك وأنواعه]

قوله: (وأعظمُ ما نهى عنه الشركُ؛ وهو دعوةُ غيرهِ معهُ).

قد


(١) ينظر: الصفدية (٢/ ٢٢٨)، مدارج السالكين (٣: ٤٤٩ - ٤٥٠).

<<  <   >  >>