للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفات الله ، أما من استعاذ بميت أو غائب أو حي غير قادر على الإعاذة فهذا ضرب من الشرك.

قوله: (وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ الآية [الأنفال: ٩]).

[الاستغاثة وأنواعها]

الاستغاثة: طلب الغوث وقد جرى ذلك للمؤمنين يوم بدر فإن الله جمع بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، خرجوا يطلبون العير فلقوا النفير، خرجوا يريدون قافلة أبي سفيان فوجدوا قريش بقضها وقضيضها، وعتادها وخيلها ورجلها، كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر وكان عدد قريش ألفًا ونيف، فلا سواء؛ من حيث العدد والعدة، ومع ذلك ثبَّت الله المؤمنين، فقام النبي يستغيث بربه ويناجيه -وهو في العريش- ويقول: «اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: ٩] فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ) (١)، فهذه استغاثة.


(١) أخرجه مسلم رقم (١٧٦٣)، من حديث عمر بن الخطاب، ، مرفوعاً.

<<  <   >  >>