للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيّن عن شخص رسول الله . ولا ريب أن لنبينا منزلة عظيمة في قلوب المؤمنين فإنه المفتاح الذي فتح الله تعالى به أعينًا عميًا، وقلوبًا غلفًا، وآذانًا صمًا، امتن الله ببعثته على عباده فقال: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: ١٦٤]، فحري بنا أن نعرف طرفًا من سيرة نبينا فذكر الشيخ بعض الجمل العامة المعرفة بنبينا .

نسب النبي -

قوله: (وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ): هذا اسمه ونسبه؛ فهو محمد، وقيل: أنه هو أول من سُمي بهذا الاسم، وأسماء نبينا أعلام وأوصاف، كما أن أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف.

فهي أعلام لدلالتها على شخص ذلك النبي الكريم، فإذا قيل: محمد أو قيل: أحمد، أو قيل: الحاشر، أو قيل: العاقب، أو غير ذلك من الأسماء التي ثبتت في السنة؛ فهي دالة على ذات النبي، وهي أيضًا أوصاف؛ أي: كل اسم منها يدل على وصف مميز يختلف عن الأوصاف الأخرى؛ فهو محل للحمد؛ فهو محمود من الله ومن الناس لما جُبل عليه من العبادة العظيمة، والأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة؛ بل هو أحمدهم؛ ولذلك كان من أسمائه أحمد، وهو الحاشر، وهو العاقب كما سمى نفسه ، في حين أن أسماء الناس أعلام، ولا يلزم أن تكون أوصافاً، فربما سمي واحد من الناس صالحاً، وهو في الحقيقة طالح، وربما سمي أميناً، وهو من أسرق الناس، وربما سمي شجاعاً، وهو من أجبن الناس أما أسماء نبينا ، فهي أعلام وأوصاف.

<<  <   >  >>