للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المثال الأول: بنو إسرائيل حينما قالوا: أرنا الله جهرًا. فأخذتهم الصاعقة وماتوا، قال الله: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: ٥٥، ٥٦].

المثال الثاني: قصة البقرة، وهو أن رجلًا من بني إسرائيل قُتل، واختلف في قاتله، فاحتكم بنو إسرائيل إلى موسى بن عمران، فأمرهم أن يذبحوا بقرةً ثم اختلفوا في صفة البقرة إلى أن وقعوا على البقرة بالمواصفات التي ذكرها لهم موسى : ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ [البقرة: ٧٣]. فضربوه بجزء من هذه البقرة، فقام ذلك الميت من موتته، وقال له موسى: من قتلك؟ قال: ابن أخي. وكان ابن أخيه قد قتله ليأخذ ميراثه.

المثال الثالث: القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾ [البقرة: ٢٤٣]، فروا من بلدتهم خوفًا من شيء معين، يخشون الموت، فأماتهم الله ثم أحياهم مرةً أخرى.

المثال الرابع: قوله ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ [البقرة: ٢٥٩]، الطعام والشراب الذي هو عرضة للخراب والفساد والتعفن بسرعة، أبقاه الله تعالى على حاله، ﴿وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ﴾ [البقرة: ٢٥٩]. الحمار الذي هو أقوى بنية، جعله الله تعالى عظامًا بيضاء تلوح، قال: ﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا﴾ [البقرة: ٢٥٩]: فإذا بالرجل يبصر حماره الذي كان رضاماً من عظام، إذا بهذه العظام يتراكب بعضها على

<<  <   >  >>