للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض، وإذا باللحم يكسوها، وإذا بها تنتهي إلى حمار ينهق، عجبًا! ﴿قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٥٩].

المثال الخامس: قوله: ﴿إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠]، وفي هذا دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وأن منه ما هو أزيد من بعض حتى في التصديق، ﴿قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا﴾ [البقرة: ٢٦٠]. يعني قطع هذا الطير، واجعل على هذا الجبل جزءًا، وعلى هذا الجبل جزءًا، وذاك جزءاً، وذاك جزءاً، وهكذا في كل واحد من هذه الطيور، قال: ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٦٠]. فدعاهن، فالتأمت أجزاؤهن، وأتين يخفقن ويسعين نحو إبراهيم، ﴿وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٦٠].

وبالإضافة إلى هذه الأدلة:

ما جرى لأصحاب الكهف الذين ناموا ثلاثمائة وتسع سنين، ثم بعثهم الله ﷿، وما أجراه الله تعالى على يدي عيسى إذ كان يحيي الموتى بإذن الله.

هذه كلها أدلة حسية تدل على إمكان البعث.

وبالجملة فإن من تأمل في الأدلة؛ أيقن يقينًا لا شك فيه أنه لا بد من البعث، فقد تواترت على إثبات البعث وإمكانه، فيجب علينا أن نعتني بهذا الجانب؛ فإن إيمان المؤمنين بالبعث يتفاوت: بعض الناس إيمانه بالبعث إيمان يقظ إيمان حي، كلما هَمَّ أن يُقدم على عمل قام وازع الله في قلبه؛ فقال: احذر! أمامك يوم آخر، أمامك بعث ونشور؛ فأحجم وأمسك عن معصية الله.

وبعض الناس يتبلد هذا المعنى في قلبه، وكأنها قصص ومرويات

<<  <   >  >>