أما البزار فقال: ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا إبراهيم بن مهدي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي، قال: قال رسول الله ﷺ: «هدايا العمال غلول»(١).
قال:«ورواه إسماعيل بن عياش مختصرًا، ووهم فيه، وإنما هو عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد: أن النبي ﷺ بعث رجلا على الصدقة»(٢)؛ يعني: حديث ابن اللتبية المشهور (٣).
وقد روى الحديث أحمد في مسنده، قال: ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي، أن رسول الله ﷺ قال:«هدايا العمال غلول»(٤).
وقد عرفت ما قاله البزار من وهم إسماعيل بن عياش فيه، ولا شك أن إسماعيل بن عياش روايته عن الحجازيين، كيحيى بن سعيد ونحوه، ضعيفة. وهذا الحديث منها، لا سيما مع ما بينه البزار من وهمه فيه، ومعناه: أنه وهم في الإسناد، فانتقل من الزهري إلى يحيى، ووهم في المتن من حديث ابن اللتبية إلى هذا اللفظ المختصر.
وقال النقاش في كتاب «القضاة العادلة والجائرة»(٥): أخبرنا محمد بن
(١) أخرجه البزار في مسنده (٣٧٢٣) ٩/ ١٧٢، وحكم عليه المصنف فيما سيأتي. (٢) مسند البزار ٩/ ١٧٢. (٣) سبق تخريجه. (٤) أخرجه أحمد في مسنده (٢٣٦٠١)، ٣٩/ ١٤. (٥) قال الزبيدي في الإتحاف ٦/ ١٦١: «حديث «هدايا الامراء غلول» أخرجه أبو سعيد النقاش في كتاب الفرق بين القضاة العادلة والجائرة»، وذكر المتقي الهندي في كنز العمال ٦/ ١١٥: حديث «هدايا الأمراء غلول»، وأسنده للنقاش في كتاب القضاة عن أبي حميد الساعدي، وعن أبي سعيد.