للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السابع: المآخذ على الكتاب]

مِمّا هو معلوم ومستقر، أن التصنيف والتأليف عمل بشري؛ لابد أن يعتريه النقص؛ فالتمام والكمال لكتاب الله وحده، وأما غيره من الكتب فكاتِبُوها عُرضة للنقص والسهو والزَّلل، مهما عَلَت رتبهم في العلم، ورسخت أقدامهم فيه.

والإمام السبكي من العلماء الأكابر، وفحول الفقهاء، وسادات الزمان في التحرير والتدقيق. ولقد تلقى العلماء كُتبه بحفاوة بالغة، وعناية لا نظير لها؛ لما فيها من العلم الجَمِّ، والمعرفة الكثيرة، ولما اتَّسَمَ به مؤلفها من التحقيق فيما يكتب، والتحرير لما ينقل.

ومع ذلك كله فإن كتابنا هذا لا يخلو مما يمكن أن يكون محلا للتأمل والنظر ومن ذلك:

أولاً: توسعه في بعض الفصول توسعاً كثيراً، كما في الفصل الثالث الذي أطال فيه في الفرق بين الهدية والرشوة، ويعتذر له بأن المقام اقتضى ذلك؛ لما يترتب على التفريق بينهما من أثر في الحكم.

ثانياً: تصرفه في النقول لكلام العلماء؛ فبعض النقول لم ينقلها بحروفها؛ وإنما نقلها بالمعنى؛ وتصرَّفَ فيها بالزيادة والنقص، ولعله إما نقلها من حفظه، أو أن هذه المصادر لم تكن متوفرةً بين يديه، وكانت هذه سمة بارزة في مصنفات الأوائل.

ومَا سبق كله ممَّا لا يُقلّل من قيمة الكتاب العلمية؛ ومثلها لا يذهب بمحاسن الكتاب التي سبق ذكرها وبيانها.

<<  <   >  >>