للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالصناعة الحديثية، وقد ظهر هذا جليا في كتابه هذا، فإنه في أول الكتاب اعتنى بسياق الأحاديث المتصلة بموضوع الكتاب، وساقها بأسانيده إلى أصحاب المدونات الحديثية، مبينا طريق اتصالها بها ومرتبة ذلك، سماعا كان أم إجازة، ثم أظهر تفوُّقَه في الصنعة الحديثية بتصحيحه ما وقع في هذه الأسانيد من أوهام؛ كما في إسناد البزار الذي بين الخطأ الواقع فيه (١).

[الخامس: عنايته بالتعليل]

يأتي بعد العناية بالدليل عند الفقهاء العناية بالتعليل، وقد كان لهذا الأمر حظ وافر عند التقي السبكي في كتابه هذا؛ حيث اعتنى بذكر التعليلات الفقهية، فلا يذكر حكما ـ غالبا ـ له تعليل إلا ويذكر عِلتَه.

[السادس: اعتناؤه بالمقاصد]

فهو مع اهتمامه بالأدلة والتعليلات، يهتم كذلك بالمقاصد؛ ولا يخفى ما لذلك من أهمية قصوى، وأثر كبير في جانب الأحكام.

[السابع: دقته في الأحكام]

فقد امتاز هذا الكتاب بدقة أحكام مؤلّفه، فأحكامه دقيقة، فقد ظهر هذا في مسائل الكتاب جليًّا، ويُدركه من يطالعه بنفس الفقهاء.

[الثامن: بيانه لمراتب الأحكام]

فللمؤلف عناية ببيان مراتب الأحكام؛ حيث يُبين ما هو أشدُّ حُرمةً مما هو أخف منه. كما في بيانه لمراتب ما يأخذه القاضي؛ حيث فصل أعظمها تحريماً، ثم ذكر الذي يليه في الحرمة، وهكذا.


(١) ١/ ٨، ٨ ب

<<  <   >  >>