للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة المؤلف]

قال الشيخ الإمام العالم العلامة، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، تقي الدين، ضياء الإسلام، فخر الأنام، بهاء الملة، عِزُّ السنة، مؤيد الشريعة، سيد العلماء والحكام، أبو الحسن علي ابن الشيخ ضياء الدين عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام السبكي الشافعي أيده الله تعالى:

الحمد لله على نعمه الكافية، ومِنَنِه المتوالية، وأشهد أن لا إله إلا الله، جُنَّةٌ من النار واقية، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى كل أُمَّةٍ قاصية ودانية، صلاةً على ممر الأيام باقية، وتحيَّةً لا تزال إلى طيبة ساعية، وفي مسامعه حين يُلقيها الملك إليه راضية، وعلى صحابته الذين سادوا الدين وأطلعوا هواديه، ونشروا أعلامه ورفعوا معاليه، وعلى الخلفاء الراشدين، ومن تبعهم في سيرتهم سريرةً وعلانية.

[سبب التأليف]

أما بعد: فإني كنت في الشام في سنة سبع وسبعمئة في رحلتي إليها، ووقع في الديار المصرية في ذلك الوقت الكلام في هدايا العُمَّال وحكمها في مذاهب العلماء المعوّل عليها، بسبب هدايا أُهدِيَت إلى بيبرس (١) وسلار (٢)


(١) هو بيبرس، ركن الدين، الجاشنكير، المنصوري، وكان يعرف بالعثماني، وسمي بالملك المظفر، وناب له سلار، توفي سنة ٧٠٩ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات ٢١٨/ ١٠، الدرر الكامنة ٤٧/ ٢.
(٢) هو سلار بن عبد الله المنصوري، الأمير سيف الدين، نائب السلطنة بديار مصر، كان تركي الجنس، وكان أبوه أمير شكار عند صاحب الروم، فلما غزا الملك الظاهر بيبرس التتار والروم، كان سلار هذا ممَّن أُسرَ في الواقعة، فاشتراه قلاوون وأعطاه لولده الصالح علي، ومات الصالح فعاد سلار إلى الملك المنصور ثانيًا، وصار من أعيان مماليكه، مات في السجن سنة ٧١٠ هـ. ينظر: المنهل الصافي ٦/ ٥ ـ ٧.

<<  <   >  >>