ونحوهما من أمراء الأمة، وهل توصف بالحِلّ أو الحرمة؟
فأفتاهم عز الدين عبد العزيز بن عبد الجليل النَّمْراوي الشافعي (١) بتحريمها، ووافقه الشيخ شمس الدن محمد بن يوسف بن هبة الجوزي الخطيب (٢)، ونجم الدين الحسين بن علي بن سيد الكل (٣) الأسواني (٤).
متمسكين بالحديث المشهور:«هدايا العُمَّال غُلُولٌ»(٥)، وبقول الفقهاء في القاضي: ولا يقبل الهدية ممن لم يكن له عادة بالهدية.
وأفتاهم بدر الدين بن جماعة (٦) قاضي الشافعية بإباحتها، وأنكر القول بالتحريم، وعمل في ذلك تصنيفا لطيفا (٧)، وقفت عليه.
(١) أحد فقهاء القاهرة المشهورين، وأحد المناظرين من الشافعية، أفتى ودرس وصحب الأمير سيف الدين سلار، وترقّى بسببه، وكانت وفاته ليلة الأربعاء سنة ٧١٠ هـ بالديار المصرية. ينظر: أعيان العصر وأعوان النصر ٣/ ٩٩، وطبقات الشافعيين ١/ ٩٥٣، ٩٥٤. (٢) لم أقف على ترجمته، والله أعلم. (٣) تصحفت (الكل) في المطبوع من أعيان العصر وأعوان النصر لصلاح الدين الصفدي (ت ٧٦٤ هـ) إلى: (الأهل)، وذلك في ترجمته له، والله أعلم. (٤) هو الحسين بن علي بن سيد الكل بن أيوب بن أبي صفرة، ويقال: ابن سيد الكل بن أبي الحسن بن قاسم بن عمار الأزدي الأسواني، نجم الدين، الفقيه الشافعي المعروف بابن أبي شيخة، سمع من الدمياطي ومحمد بن عبد القوي، وكان يُفتي ويدرس ويُقرئ في كل شيء، وأخذ عنه الطلبة طبقةً بعد طبقة، توفي سنة ٧٣٩ هـ. ينظر: الدرر الكامنة ٢/ ١٧٥، ١٧٦. (٥) وسيأتي تخريج الحديث من كلام المصنف ﵀، قال ابن الأثير في النهاية: ٣/ ٣٨٠: «الغلول: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، يقال: غل في المغنم يغلّ غلولاً فهو غال، وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ» ا. هـ. (٦) هو محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، بدر الدين، أبو عبد الله، من علماء الحديث وسائر علوم الدين، ولي الحكم والخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر، توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ٧٣٣ هـ، وله تصانيف، منها: المنهل الروي في الحديث النبوي. ينظر: معجم الشيوخ الكبير، للذهبي ٢/ ١٣٠، طبقات الشافعية الكبرى ٩/ ١٣٩ وما بعدها. (٧) لم أقف عليه، والله أعلم.