فقد حَرَصَ ﵀ في كتابه هذا على الأدلة، واعتنى بها عناية شديدة، ويظهر ذلك من خلال كثرة إيراده لها، واحتجاجه بها، وبيان وجه دلالتها على المسائل المذكورة، واستخراج فوائد منها، واستنباط الأحكام، وإذا وقع بينها وبين أدلة أخرى تعارض يحاول التوفيق بينها، ولا يتركها دون توجيه.
ومن ذلك مثلا: توجيهه لحديث بعث معاذ ﵁ إلى اليمن (١)، وتوفيقه بينه وبين حديث ابن اللُّثْبِيَّةِ (٢) وغيره (٣).
وكذا حديث عبد الرحمن بن علقمة في قدوم وَفْدِ ثقيف على رسول الله ﷺ، حيث استدل به على الفرق بين الهدية والصدقة، وذلك في مساق تفريقه بين الرشوة والهدية (٤).
* الثاني: عنايته بفقه الأئمة في تراجمهم على الأحاديث:
فلم يكن يُهمل ذلك، بل يذكره ويعتني بإيراده ونقله عنهم، كما في إيراده لحديث معاذ ﵁ في بعث النبي ﷺ له إلى اليمن، حيث ذكر ترجمة الإمام الترمذي عنه (٥).
وكذا حين أورد حديث ابن اللُّثْبِيَّةِ في البخاري؛ حيث نقل ترجمة صاحب