للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن ذهب إلى النسخ أبو محمد ابن حزم، قال: إنه منسوخ بخبر أبي حميد (١)، قال: غزونا مع رسول الله تبوك، وأهدى ملك أيلة (٢) للنبي بغلة بيضاء، وكساه بُرْدَةً (٣)، قال: لأن حديث أبي حميد كان في تبوك، وكان إسلام عياض قبل تبوك (٤).

قلت: فحصل في قبول هدية المشركين الحربيين أربعة أقوال:

أحدها: أنه كان ممنوعاً فنسخ منعه.

الثاني: أنه على التخيير.

الثالث: أن المنع مستمر.

الرابع: يُقبل إن كانوا أهل كتاب. والأول قول الخطابي (٥)، والثاني قول الحنفية (٦) وهو المختار (٧)، والثالث مقتضى قول أبي عبيد، والحديث حجة له (٨) (٩)


(١) سبق تخريجه.
(٢) أيلة: بالفتح، مدينة على ساحل بحر القُلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، وهي الآن مدينة العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية على ساحل البحر الأحمر الذي كان يُسمى قديما بحر القلزم، وهي الميناء الوحيد للمملكة على البحر الأحمر.
(٣) أخرجه البخاري (١٤١١) باب خرص التمر ٢/ ٥٣٩.
(٤) ينظر: المحلى، لابن حزم ٩/ ١٥٩.
(٥) ينظر: أعلام الحديث ٢/ ١٠٩٢، وسبق قول الخطابي في بداية هذا الفصل. والله أعلم.
(٦) سبق في بداية الفصل الرابع، فليرجع إليه. والله أعلم.
(٧) من قول المصنف . والله أعلم.
(٨) ينظر: الأموال ٢/ ٩٠، وسبق قول أبي عبيد في نهاية الفصل الماضي. والله أعلم.
(٩) والرابع: اختيار ابن حزم، سبق قوله، وبنصه عند الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين ٦/ ١٦٧)، والذي يظهر أن الزبيدي نقله عن المصنف . والله أعلم.

<<  <   >  >>