للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت ٩١١ هـ) (١)، وقد طبع عدة طبعات، منها طبعة في ثلاث مجلدات عن دار الكتب الحديثة في القاهرة سنة ١٩٦٧ م، بتحقيق محمد خليل هراس، و طبعة أخرى في مجلدين، وحقق في عدة رسائل بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهذبه عبد الله التليدي في مجلدين، وقد اشتمل الكتاب على جملة مباحث ولطائف، بدأه السيوطي بعد خطبة الكتاب بباب خصوصية النبي بكونه أول النبيين في الخلق، وتقم نبوته وأخذ الميثاق عليه، وختمه بذكر آيات وقعت على إثر وفاة النبي في غزوات أصحابه ونحوها، ويظهر اعتزاز السيوطي بنفسه وبكتابه من مقدمته للكتاب، حيث يقول: «هذا كتاب مرقوم يشهد بفضله المقربون، وسحاب مركوم يحيى بوابله الأقصون والأقربون، كتاب نفيس جليل محله من الكتب محل الدرة من الإكليل، أو موضع السجدة من آي التنزيل، كتاب أمرعت قطراته وأينعت ثمراته وعبقت زهراته وأشرقت أنواره ونيراته، وصدقت أخباره، آياته كتاب بسقت فنونه وأورقت غصونه واتسقت أسانيده ومتونه، كتاب يؤجر قارئه ومستمعه، ويحفظ به إن شاء الله تعالى مؤلفه فيما يأتيه ويدعه ويثبته بالقول الثابت إذا حان مصرعه، ويكون له في عرصات القيامة نور يسعى بين يديه ويتبعه، كتاب جمع فأوعى ما كل عن جمعه ووهى كل بطل شديد القوى، كتاب فاق الكتب في نوعه جمعا وإتقانا، يشرح صدور المهتدين إيقانا، ويزداد به الذين آمنوا إيمانا، ديوان مستوف لما تناسخته السفرة الكرام البررة، مستوعب لما تناقلته أئمة الحديث بأسانيدها المعتبرة، مشتمل على ما اختص به سيد المرسلين من المعجزات الباهرة، والخصائص التي أشرقت إشراق البدور السافرة، وأوردت فيه كلما ورد ونزهته عن الأخبار الموضوعة، وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند، ورتبته أقساما متناسقة وأبوابا متلاحقة، بحيث جاء بحمد الله كاملا في فنه، وابلا مطرد جنه، سابغة ذيوله، سائغة نيوله حلله ضافية، ومناهله صافية، وموارده كافية،


(١) سبل الهدى والرشاد: (٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>