٧٠ - وبه حدثنا البغوي، قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا [أبو أويس](١)، عن محمد بن عبد الله بن يزيد بن ركانة، عن جده ركانة ابن عبد يزيد، وكان من أشد الناس، قال: كنت أنا والنبي ﷺ في غنيمة لأبي طالب نرعاها، في أول ما رآني؛ إذ قال لي ذات يوم:«هل لك أن تصارعني؟ فقلت له: أنت، قال: «أنا»، فقلت: على ماذا، قال:«على شاة من الغنم»، فصارعني فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم قال:«هل لك في الثانية»، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، فجعلت ألتفت هل يراني إنسان، فقال:«ما لك»؟ قلت: لا يراني بعض الرعاة فيتجرؤون علي، وأنا في قومي من أشدهم، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة»، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيبا حزينا، فقال:«ما لك»؟ فقلت: إني أرجع إلى عبد يزيد، وقد أعطيت من غنمه ثلاثا، والثانية أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال:«هل لك في الرابعة؟ فقلت: لا بعد ثلاث، قال: «أما قولك في الغنم فإني أردها عليك» فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، وكان مما هداني الله ﷿ أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره (٢).
(١) في الأصل: «أبو موسى»، والصواب: أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، صدوق يهم. (٢) أخرجه البيهقي في الدلائل: (٦/ ٢٥١) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي إجازة عن ابن بطة به، وأخرجه البغوي في معجم الصحابة: (٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦/ ح ٧٧٠) عن الحسن بن الصباح به، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: (٦/ ٢٥٠ - ٢٥١) بإسناده عن أبي أويس به، وأخرجه مختصرا ابن سعد في الطبقات: (١/ ٣٧٤)، وأبو داود في السنن: (٤/ ٥٥/ ح ٤٠٧٨) كتاب اللباس، باب في العمائم، والترمذي في السنن: (٤/ ٢٤٧/ ح ١٧٨٤) كتاب اللباس، باب العمائم على القلانس، وقال: هذا حديث حسن غريب وإسناد المصنف ليس بالقائم ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة، وأخرجه أبو يعلى في المسند: (٣/ ٥/ ح ١٤١٢)، والطبراني في المعجم الكبير: (٥/ ٧١/ ح ٤٦١٤)، والحاكم في المستدرك: (٣/ ٥١١/ ح ٥٩٠٣)، والبيهقي في الشعب: (٥/ ١٧٥/ ح ٦٢٥٨)، وفي الآداب: (٢/ ١٩٩)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: (١/ ٣٨٤/ ح ٨٩١) جميعهم من طريق محمد بن ركانة عن أبيه. وإسناد المصنف حسن بطرقه وشواهده. له شاهد من حديث مرسل لسعيد بن جبير أخرجه أبو داود في المراسيل: (ح ٣٠٨/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، والبيهقي في السنن الكبرى: (١٨/ ١٠/ ح ١٩٥٤٦)، =