٦٥ - أخبرنا علي بن أحمد البسري، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة إجازة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمداني، قال: قدم على النبي ﷺ ذو الجوشن (١)، وأهدى له فرسا، وهو يومئذ مشرك، فأبى رسول الله ﷺ أن يقبله منه، وقال:«إن شئت بعتنيه، أو هل لك أن تبيعنيه بمتخيرة من دروع بدر»؟ ثم قال رسول الله ﷺ:«هل لك أن تكون أول من يدخل في هذا الأمر»، فقال: لا، فقال له النبي ﷺ:«ما يمنعك من ذلك»؟ قال: رأيت قومك كذبوك، وأخرجوك، وقاتلوك، فأنظر ما تصنع، فإن ظهرت عليهم آمنت بك، وإن ظهروا عليك لم أتبع، فقال له النبي ﷺ:«يا ذا الجوشن، لعلك إن بقيت إلى قريب أن ترى ظهوري عليهم»، قال: فوالله إني بالصومة (٢) إذ قدم علينا راكب من قبل مكة، فقلت: ما الخبر؟ قال: ظهر محمد على أهل مكة، يتوجع على تركه الإسلام حين دعاه النبي ﷺ فلم يجبه (٣).
(١) ذو الجوشن - بفتح الجيم وسكون الواو وفتح المعجمة - الضبابي العامري، والد شمر، يقال اسمه شرحبيل بن الأعور، وقيل أوس بن الأعور، صحابي، نزل الكوفة، أرسل عنه أبو إسحاق ولم يرو غيره عنه، وكان شاعرا محسنا، سمي ذا الجوشن؛ لأن صدره كان ناتئا. الاستيعاب: (٢/ ٤٦٧ - ٤٦٩)، الإصابة: (٢/ ٤١٠). (٢) اختلفت المصادر التي ذكرت الخبر في تحديد هذا المكان ما بين القول أن اسمه: العود، أو الغور، أو العوذاء، أو الضربة، أو الصومة. (٣) أخرجه البغوي في معجم الصحابة: (٢/ ٣٠٨/ ح ٦٥٧) عن شيبان بن فروخ به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٦/ ٤٧)، وأحمد في المسند: (٤/ ٦٨/ ح ١٦٦٨٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ١٠٣٥/ ح ٢٦٢٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٢٣/ ١٨٧) جميعهم من طريق جرير ابن حازم عن أبي إسحاق به، وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ١٠٣٥/ ح ٢٦٢٥) من طريق سفيان عن أبي إسحاق به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات: (٦/ ٤٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ١٠٣٤/ ح ٢٦٢٤)، وابن أبي شيبة في المسند: (٢/ ٥٢/ ح ٥٥٩)، وفي المصنف: (٧/ ٣٦١/ ح ٣٦٧٠)، وأحمد في المسند: (٤/ ٦٧ - ٦٨/ ح ١٦٦٨٤ - ١٦٦٨٦)، وابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني: (٣/ ١٧٥ - ١٧٦/ ح ١٥٠٦)، والطبراني في المعجم الكبير: (٧/ ٣٠٧/ ح ٧٢١٦)، والبغوي في معجم الصحابة: (٢/ ٣٠٩/ ح ٦٥٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٣/ ١٨٧) جميعهم من طريق عيسى بن يونس عن أبيه عن جده أبي إسحاق عن ذو الجوشن به. وإسناد المصنف ضعيف، أرسله أبو إسحاق السبيعي. والحديث صحيح بطرقه.