مسند العراق، ونقيب العباسيين بالبصرة، ثم انتقل منها إلى بغداد.
سمع هلال بن محمد الحفار، وأبا نصر ابن حسنون الترسي، وأبا الحسين ابن بشران، والحسين بن عمر بن برهان، وأبا الفرج ابن المقرب الكرخي، ويحيى بن ثابت البقال، وشهدة بنت الإبري، وأبو الفضل خطيب الموصل، وخلق كثير.
أملى عدة سنين بجامع المنصور، وبلغت مجالسه فيه خمسة وعشرين مجلسا، يحضرها جميع أهل العلم من الطوائف وأصحاب الحديث والفقهاء، ولم ير ببغداد على ما ذكر مثل مجالسه بعد أبي بكر القطيعي، وصارت إليه الرحلة من الأقطار، فروى عنه أبو الفضل بن عطاف، وأبو الفضل ابن ناصر، وأبو علي الصدفي، وأبو علي البرداني، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، وأبو بكر ابن المقرب، وأبو القاسم الطرسوسي، وغيرهم ممن لا يحصون عددا، وروى عنه التميمي ببغداد رواية واحدة.
حج سنة ٤٨٩ هـ، وأملى مجالس عديدة بمكة والمدينة.
قال السلفي وابن نقطة وغيرهما:«كان ثقة فاضلا ثبتا»(١)، وقال أبو الفضل ابن عطاف:«كان شيخا حسنا، حسن اليقظة، سريع الفطنة، جميل الطريقة في الرواية، فقه في جميع ما حدث به»(٢)، وقال السمعاني:«ساد الدهر رتبة وعلوا وفضلا ورأيا وشهامة، وكان من أكفى أهل الدهر، متعه الله بسمعه وبصره وقوته وحواسه، وكان يترسل من الديوان إلى الملوك»(٣)، وقال ابن الجوزي:«حدث عنه جماعة من مشايخنا، وقد تورع قوم عن الرواية عنه لتصرفه وصحبته للسلاطين»(٤).
(١) الوجيز في ذكر المجاز والمجيز: (٧٦ - ٨٣) تكملة الإكمال: (٤/ ٢٢ - ٢٣). (٢) تاريخ الإسلام: (٣٤/ ٩٦). (٣) تاريخ الإسلام: (٣٤/ ٩٥). (٤) المنتظم: (١٧/ ٤٤).