وفي سنة ٥٣٢ هـ أحيلت ولاية البصرة إلى رجل من رؤساء المنتفك يعرف بمعروف، وسلم له الحل والعقد فيها، فبقي على إمرتها أزيد من عشرين سنة. وبقيت البصرة تحت حكم السلاطين السلاجقة يحكمها أمراءهم إلى سنة ٥٤٧ هـ، ثم عادت بعد ذلك إلى الخلفاء العباسيين (١).
هكذا إذن يبدو المشهد السياسي في زمن أبي عبد الله التميمي، وهو مشهد لا يسر بأي حال من الأحوال، لهول ما شهدته مدينة البصرة موطن الرجل من فتن ومحن وإحن، ولا شك أن التميمي ذاق من حلو ذلك ومره، لكن بالرغم من هذا كله يبدو أن ما ساعد التميمي على الرحلة والتحصيل والتصنيف، هو ما عرف به السلاجقة الذين كان لهم السلطان في هذا العصر من حبهم للدين، وتمسكهم الشديد بالمذهب السني، الأمر الذي جعلهم يجلون علماء الحديث والشريعة ويحترمونهم بما فيهم مترجمنا.
(١) انظر حول تاريخ البصرة: كتاب البصرة ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني (٥٢ - ٥٧)، وكتاب عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد: (١٥٧ - ١٨٦)، وكتاب مختصر تاريخ البصرة: (١١٧ - ١٢٧).