طريقها، مع العلم بأن بعض تلك المصادر لم يزل مخطوطا ولم ينشر بعد، أو في عداد المفقود.
كونه المصدر الوحيد الذي نقل جملة من المرويات سندا ومتنا، وقد ينفرد بإيرادها من طرق عديدة لا نجدها في أي مصدر آخر سواه، بغض النظر عن صحة هذه الأخبار أو ضعفها، فيكون مصدرا مفيدا لرواد التخريج في العزو إليه.
الكتاب كذلك سفر فريد، كتب في فترة زمنية عزيزة، وفي قطر إسلامي عزيز، تقل المصادر المعتنية به وبأعلامه؛ إذ فقد كثير من تراث البصرة، لا سيما في تاريخ أعلامها. وفيه أيضا إبراز لما وصل إليه التأليف الحديثي في القرنين الخامس والسادس للهجرة، وقد شاء الله ﷿ أن يحفظه من الزوال، مع هول ما أصاب المشرق الإسلامي من الحروب والكوارث والفتن، لا سيما مصيبة المغول والتتار التي أتت على الأخضر واليابس.
ومن مميزات الكتاب كذلك، تفرده بذكر مجموعة من شيوخ الرواية، وبالأخص شيوخ المصنف البصريين وشيوخ شيوخه وغيرهم ممن يندر وجود تراجمهم أو حتى ذكرهم عرضا في أي مصدر من المصادر المتوافرة، فتحقيق الكتاب وخدمته يزيح اللثام عن تراجم كثير منهم، ويفيد رواد التاريخ والتراجم والحديث في تتبع سيرهم.
والكتاب أيضا يعرف بإمام كبير هو الإمام أبو عبد الله التميمي البصري، الذي أهملته كتب التراجم، وأغفلت إيراد ترجمته أو حتى ذكر له، لسبب لم ندركه بعد، لا سيما أن هذا الإمام كانت شهرته مع كتابه في عصره، على ما يبدو منه ومن شيوخه الكثار واسعة معروفة، إلا أنه اختفى عن أنظار أهل العلم قرونا متطاولة، حتى ظهرت نسخة عتيقة من نسخه بمكتبة الدولة ببرلين، ثم هيا الله ﷿ الأسباب للحصول عليها والتصدي لتحقيقها وإظهارها للوجود.