للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

البطن»، قال: فأعطي من الصدقات، فقال: «إن الله لم يرض بالصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها، فجزاها ثمانية أجزاء، فإن كنت منها أعطيتك حقك»، قال: ثم إن نبي الله اغتشى من أول الليل، فلزمته، وجعل أصحابه يتقطعون حتى لم يبق معه منهم غيري، فلما عاين آذان الصبح، أمرني فأذنت، ونزل وبرز، وتلاحق أصحابه، ثم أقبل فقال: «معك ماء»؟ قلت: قليل لا يكفيك، قال: «صبه في إناء، ثم ائتني به»، فوضع كفه فيه، فإذا بين كل أصبع من أصابعه عين تفور، فقال: «يا أخا صداء، لولا أني أستحي من ربي لسقينا وأسقينا، ناد في أصحابي: من أراد الماء»، فاغترف من أحب، ثم إن نبي الله قام إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم، فقال: «إن أخا صداء هو الذي أذن، ومن أذن فهو يقيم»، فأقمت الصلاة، فلما قضى رسول الله صلاته، أتيته بصحيفته، فقلت: أعفني، قال: «وما بدا لك»؟ قلت: سمعتك تقول: «لا خير في الإمارة لمؤمن»، وقلت: «من سأل الناس عن ظهر غنى، فصداع في الرأس، وداء في البطن»، وقد سألتك وأنا غني، فقال: «هو ذاك، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع»، قال: «فدلني على رجل»، قال: فدللته على رجل من الوفد، فقال له: يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه، وإذا كان الصيف فني ماؤها، فتفرقنا على ماء حولنا، وإنا لا نستطيع اليوم أن نتفرق، فكل من حولنا عدو، فادع الله أن يسعنا ماؤها، فدعا نبي الله بسبع حصيات، وحركهن في يده، وقال: «إذا أتيتموها فألقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله تعالى»، فما استطاعوا أن ينظروها من قعرها بعد (١).


(١) أخرجه البغوي في معجم الصحابة: (٤٩٩ - ٥٠٢) عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي به، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق: (٣٤/ ٣٤٧)، وأخرجه الفريابي في الدلائل: (٧٢ - ٧٤/ ح ٣٨)، ومن طريقه أبو نعيم في الدلائل: (٢/ ٤١٢ - ٤١٣/ ح ٣٢١)، وأخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه: (٧١٥) جميعهم من طرق عن عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي به، وأخرجه أبو داود في السنن: =

<<  <  ج: ص:  >  >>