هذا كتابك، قال: فقال رسول الله ﷺ: «هذا يوم وفاء وبر، ادنه»، قال: فأسلمت، ثم ذكرت شيئا أسأل عنه رسول الله ﷺ مما ذكرت شيئا، إلا أني قلت: يا رسول الله، الضالة تغشى حياضنا قد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر إن سقيتها، فقال رسول الله ﷺ:«نعم، لك في كل كبد حرى أجر»، فانصرفت وسقت إلى رسول الله ﷺ صدقتي. وهذا لفظ حديث موسى بن عقبة (١).
٤١ - وبه حدثنا البغوي، قال: حدثنا سليمان بن الحكم أبي أيوب بن سليمان بن ثابت ابن سنان الكعبي الخزاعي العلاف بقديد (٢)، قال: حدثني أخي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد صاحب النبي ﷺ، استشهد مع رسول الله ﷺ يوم فتح مكة، أن رسول الله ﷺ حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة، وأبو بكر ﵁، ومولى أبو بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة (٣)، تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحما وتمرا ليشتروه
(١) أخرجه البغوي في معجم الصحابة (٣/ ٢٥٧ - ٢٦١)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق: (٤/ ٣٣٤ - ٣٣٦)، وأخرجه أبو نعيم في الدلائل: (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٤/ ٢٣٦) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي عن سعيد بن يحيى الأموي عن يحيى بن سعيد به، ومن طريق عبد الأعلى عن ابن إسحاق عن ابن شهاب به، وأخرجه أحمد في المسند: (٤/ ١٧٥/ ١٧٦٢٧)، وابن حبان في الصحيح: (١٤/ ١٨٤ - ١٨٦/ ح ٦٢٨٠) كلاهما من طرق عن عبد الرزاق عن معمر بن راشد به، وأخرجه أبو بكر ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٢/ ٢٧٤/ ١٠٢٩)، والطبراني في المعجم الكبير: (٧/ ١٣٣/ ٦٦٠٢) كلاهما من طرق عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة به، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية: (٣/ ١٦ - ١٧) عن ابن إسحاق عن ابن شهاب به، وأخرجه البيهقي في الدلائل: (٢/ ٤٨٧ - ٤٨٩) من طريق إبراهيم ابن عقبة عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب به، وأخرجه البخاري في الصحيح: (٣/ ١٤٢٠/ ٣٦٩٣) كتاب فضائل الصحابة، باب هجرة النبي ﷺ، والطبراني في الكبير: (٧/ ١٣٤ - ١٣٥/ ٦٦٠٣)، والبيهقي في الدلائل: (٢/ ٤٨٥ - ٤٨٧) جميعهم من طرق عن ابن شهاب به. وإسناد المصنف حسن. والحديث صحيح بطرقه وشواهده، منها حديث البراء في صحيح مسلم. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة: (٥/ ١٨٥ - ١٨٦/ ٢١٥٢). (٢) قديد بضم القاف وفتح الدال: قرية جامعة من خزاعة، بينها وبين الكديد القريبة من مكة ستة عشر ميلا، وسميت بذلك لتقدد السيول بها، وتطلق التسمية أيضا على فحل من أودية الحجاز التهامية، يقطعه الطريق من مكة إلى المدينة على نحو ١٢٠ كلم. معجم البلدان: (٤/ ٣١٣ - ٣١٤)، المعالم الأثيرة: (٢٢٢). (٣) يقال امرأة برزة: إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب. وجلدة، أي قوية شديدة. النهاية في غريب الأثر: (١/ ١١٧) برز.