عليك، فلو أرسلت إلى فلان، فإنه قد جاءه بز فأخذت ثوبين إلى الميسرة، فبعث إليه رسول ﷺ، ليرسل إليه ثوبين إلى الميسرة، فقال: قد علمت ما تريد، إنما تريد أن تذهب بثوبي ولا تعطيني الدراهم، فقال رسول الله ﷺ:«كذب، أنا أصدقهم حديثا، وأتقاهم، وأداهم للأمانة»(١).
٣٧٤ - أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي، قال: حدثنا القاضي أبو عمر ابن عبد الواحد، قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن حرب، حدثني أبي (٢)، قال: حدثنا المعافى بن عمران، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود (٣)، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن علي بن الحسين، عن عائشة رضوان الله عليها، قالت: ما رأيت النبي ﷺ يزيد عنده حسب أحد، ولا ينفعه إذا لم يكن ذا تقى (٤).
٣٧٥ - وبه عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة ﵂ قالت: ما أعجب النبي ﷺ من أحد، ولا أعجبه شيء قط،
(١) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند: (٣/ ٦٢٤/ ح ١٢٠٠)، والحنائي في الفوائد: (١/ ٦٥٧/ ح ١١٢) كلاهما من طرق عن النضر بن شميل عن شعبة بن الحجاج به، وأخرجه الطيالسي في المسند: (٣/ ٢١٤/ ح ١٥٢٥)، وأحمد في المسند: (٦/ ١٤٧/ ٢٥١٨٤)، والحاكم في المستدرك: (٢/ ٢٨/ ح ٢٢٠٨)، والبيهقي في السنن الكبرى: (٦/ ٢٥/ ١٠٩٠٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٤٣/ ٣٢٥ - ٣٢٦) جميعهم من طرق عن شعبة بن الحجاج عن عمارة بن أبي حفصة به، وأخرجه أحمد في الزهد: (١٧/ ح ٨٧)، والترمذي في السنن: (٣/ ٥١٨/ ح ١٢١٣) كتاب البيوع، باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل، والنسائي في المجتبى: (٧/ ٢٩٤/ ح ٤٦٢٨) كتاب البيوع، باب البيع إلى الأجل المعلوم، وفي السنن الكبرى: (٤/ ٤٢/ ٦٢٢٤)، والحاكم في المستدرك: (٢/ ٢٨/ ٢٢٠٧)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٣/ ٣٤٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٤٣/ ٣٢٥) جميعهم من طرق عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة مولى ابن عباس به. وإسناد المصنف حسن. والحديث صحيح بطرقه ومتابعاته، وصححه الألباني كما في مشكاة المصابيح: (٢/ ١٢٤٨/ ح ٤٣٦١). (٢) هو حرب بن محمد بن علي بن حيان ابن مازن بن الغضوبة الطائي الموصلي، كان رجلا نبيلا ذا همة. (٣) هو أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى الأسدي المدني، يتيم عروة، ثقة. (٤) أخرجه العقيلي في الضعفاء: (٤/ ١٩٣) بإسناده عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة به. وإسناد المصنف ضعيف فيه عبد الله بن لهيعة الحضرمي وهو صدوق فيه لين، خلط بعد احتراق كتبه. والحديث حسن، ومعناه يتوافق مع الأصول العامة التي قررها الشارع، من قبيل قوله تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أنقنكم﴾ سورة الحجرات: من الآية ١٣.