واجتنبت المسجد ومجالسة رسول الله ﷺ، قال: فلما طال علي، تجنبت ساعة خلوة المسجد، قال: فأتيت المسجد، وجعلت أصلي، فخرج رسول الله ﷺ من بعض حجره، قال: فجاء فصلى ركعتين خفيفتين، ثم جلس، وطولت ليذهب ويتركني، فقال:«طول أبا عبد الله ما شئت، ولست أبرح حتى تنصرف»، فقال: والله لأغدون إلى رسول الله ﷺ فلأبرئن صدره، يعني: فأتيته، فقلت: سلام عليكم، فقال:«أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل»؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال:«رحمك الله رحمك الله» مرتين، وأمسك عني، ثم لم يعد (١).
(١) أخرجه البغوي في معجم الصحابة: (٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧/ ح ٦٢٦) عن عبد الله بن الهيثم العبدي عن وهب بن جرير به، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: (٤/ ٢٠٣/ ح ٤١٤٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٢/ ٩٧٧ - ٩٧٨/ ح ٢٥١٣) وغيرهما جميعهم من طرق عن وهب بن جرير عن أبيه عن زيد ابن أسلم به، وجميعهم أيضا من طرق عن جرير بن حازم عن زيد بن أسلم به. وإسناد المصنف حسن. والحديث صحيح بطرقه ومتابعاته.