ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزعها، فإذا أقبل على رجل بوجهه، لم يصرف وجهه عن وجهه حتى يصرف هو وجهه، ولم ير مقدما ركبته بين يدي جليس له قط (١).
٢٥٢ - أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا عبد الله بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو صفوان نصر ابن فديك بن نصر بن سيار (٢)، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن معبد بن خالد، عن أبيه (٣)، عن جده (٤)، عن أنس، قال: دخل جرير بن عبد الله على النبي ﷺ، فضن (٥) الناس بمجالسهم، فلم يوسع له أحد فرماه رسول الله ﷺ ببردته، وقال له:«اجلس عليها»، فأخذ جرير، فلقيها بوجهه ونحره، وقبلها، وردها على ظهره،
(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد: (١/ ١٣٢/ ح ٣٩٢)، وابن سعد في الطبقات: (١/ ٣٧٨)، وابن الجعد في المسند: (٤٩٤/ ح ٣٤٤٣)، وابن ماجه في السنن: (٢/ ١٢٢٤/ ح ٣٧١٦) كتاب الأدب، باب إكرام الرجل جليسه، والفسوي في المعرفة والتاريخ: (٣/ ٣٠٧)، والترمذي في السنن: (٤/ ٦٥٤/ ح ٢٤٩٠) كتاب صفة القيامة والرقائق والزهد، وقال: هذا حديث غريب، وأبو الشيخ في أخلاق النبي: (١/ ٢٠٤/ ح ٥٦)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٦/ ٢٧٣/ ح ٨١٣٢)، وفي دلائل النبوة: (١/ ٣٢٠)، وفي السنن الكبرى: (١٠/ ١٩٢/ ح ٢٠٥٧٩)، وفي الآداب: (١/ ٢٠٠)، والبغوي في شرح السنة: (١٣/ ٢٤٥ - ٢٤٦/ ح ٣٦٨٠)، وفي التفسير: (٤/ ٣٧٦)، وفي الأنوار: (١/ ٢٩٥ - ٢٩٦/ ح ٣٧٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٣/ ٣٦٩)، و (٤/ ٥٦) جميعهم من طرق عن عمران بن زيد الثعلبي عن زيد العمي به، وأخرجه أبو يوسف في كتاب الآثار: (٢٠٦/ ح ٩٢٠)، والرازي في العلل: (٢/ ٢٩٦/ ح ٢٣٩٦) كلاهما من طرق عن أنس بن مالك به. وإسناد المصنف ضعيف فيه زيد بن الحواري العمي وهو ضعيف، وفيه عمران بن زيد الثعلبي وقد لين. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: (٤/ ١١٣): «وهذا الحديث ضعيف من الطريقين؛ لأن مدار الحديث على زيد العمي وهو ضعيف». وروي طرف من الحديث من عدة طرق عن أنس، منها حديث الباب برقم (٢٤٠) بإسناد حسن. (٢) كذا في الأصل وشعب الإيمان للبيهقي، ولعل صوابه كما في أغلب المصادر: أبو صفوان نصر بن قديد بن نصر بن سيار القديدي الليثي الكناني البصري، كذبه ابن معين ومشاه غيره. (٣) هو خالد بن ربيعة بن مرين بن حارثة الجدلي. (٤) هو ربيعة بن مرين وقيل مزين بن حارثة الجدلي. (٥) ضن يضن بالشيء أي بخل به، والضنة هي البخل بالشيء النفيس، والمعنى: أن الناس بخلوا بالتوسعة في مجالسهم، ومنه قوله تعالى: ﴿وما هو على الغيب بضنين﴾، أي ما هو ببخيل. جمهرة اللغة: (١/ ١٤٨)، مفردات الراغب الأصبهاني: (٢٩٩).