ثم اندفعنا، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى بن عمران، قال: قلنا: من يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك، قال: قلت: ويرفع صوته على ربه ﷿،: قال: إن الله تعالى قد عرف له حدته، قال: ثم اندفعنا، حتى مررنا بشجرة، كأن ثمرها السرج، تحتها شيخ وعياله، قال: قال جبريل: اعمد إلى أبيك إبراهيم ﵇، فدفعت إليه، فسلمنا عليه، فرد السلام، فقال إبراهيم ﵇: من هذا معك يا جبريل؟ قال: ابنك أحمد، قال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، يا بني إنك لاق ربك ﷿ الليلة، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل، قال: ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى، فنزلت وربطت الدابة بالحلقة التي في باب المسجد، التي كانت الأنبياء تربط بها، ثم دخلت المسجد، فعرفت النبيين من قائم وراكع وساجد، قال: ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن، فأخذت اللبن فشربته، فضرب جبريل منكبي، وقال: أصبت الفطرة ورب محمد، قال: ثم أقيمت الصلاة، فأممتهم، ثم انصرفنا فأقبلنا» (١).
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: (٣/ ٥٠٦ - ٥٠٧) بإسناده عن إسماعيل بن الصفار عن الحسن ابن عرفة به، وأخرجه ابن عرفة في جزئه: (٦٩/ ٨٠) عن مروان بن معاوية عن قنان بن عبد الله النهمي به. وإسناد المصنف ضعيف، لأجل الانقطاع، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وفيه أيضا قنان ابن عبد الله النهمي وهو مقبول. والحديث له شواهد عديدة يتقوى بها إلى الحسن، منها ما ذكر في الباب (ح ١٤٧ - ح ١٤٨)، ومنها حديث حذيفة كما عند الطيالسي في المسند: (٥٥/ ٤١١)، وأحمد في المسند: (٥/ ٣٩٢/ ٢٣٣٨٠) وغيرهما، وحديث أبي سعيد الخدري، كما عند الحارث في مسنده: (١/ ١٧٠/ ٢١)، وغيره. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير: (٣/ ١٧) وقال: «إسناد غريب ولم يخرجوه، فيه من الغرائب سؤال الأنبياء عنه ﵇ ابتداء، ثم سؤاله عنهم بعد إنصرافه، والمشهور في الصحاح كما تقدم، أن جبريل كان يعلمه بهم أولا ليسلك عليهم سلام معرفة، وفيه أنه اجتمع بالأنبياء ﵈ قبل دخوله المسجد الأقصى، والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السموات، ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا، وهم معه وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة، والله أعلم». وانظر الإسراء والمعراج للألباني: (٩٠ - ٩٤).