والمراد بضرب السهام في الحديث: الجهاد، ولذلك أورده الصنف في الجهاد.
٢٩١٣ - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"كل ميت يُختم على عمله، إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر".
قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الجهاد من حديث فضالة بن عبيد يرفعه، وقال الترمذي: حسن صحيح. (٢)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ينمى له عمله" أي يُزاد ويرفع.
قال الزمخشري (٣): يقال نَمَّيت الحديث ونَميته مخففًا ومشددًا: المخفف في الإصلاح والمثقّل في الإفساد.
٢٩١٤ - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"المجاهد: من جاهد نفسه".
قلت: رواه الحاكم في المستدرك مطولًا من حديث فضالة بن عبيد، وقد ذكره الشيخ بطوله في الإيمان، وتقدم الكلام عليه. (٤)
٢٩١٥ - عن معاذ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ، فقد وجبت له الجنة، ومن جُرح جُرحًا في سبيل الله، أو نكب نكبةٌ، فإنها تجيء يوم القيامة
(١) أخرجه الترمذي (١٨٥٤) وفي المطبوع: "حديث حسن صحيح غريب". = = قلت: واللائق في هذا الحديث كما جاء هنا: غريب. فإن في الإسناد عثمان بن عبد الرحمن الجمحي وهو ضعيف عند التفرد قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (٤٥٢٧): ليس بالقوي. وقد تفرد برواية هذا الحديث من هذا الوجه. انظر الضعيفة (١٣٢٤). (٢) أخرجه أبو داود (٢٥٠٠)، والترمذي (١٦٢١) وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد (٦/ ٢٠)، وصححه ابن حبان (٤٦٢٤)، وصححه الحاكم (٢/ ١٤٢)، ووافقه الذهبي. (٣) انظر: الفائق للزمخشري (٤/ ٢٧). (٤) قد سبق الكلام عليه.