وقال الخطابي (١): هذا الحديث لا يثبت عند أهل الحديث، وحدثني الحسن بن يحيى عن موسى بن هارون الجمال، أنه كان ينكر هذا الحديث، ويضعّفه، ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا رواه عن عطاء غير أبي إسحاق، وعطاء لم يسمع من رافع بن خديج شيئًا، وضعفه البخاري أيضًا، وقال: تفرد بذلك شريك عن أبي إسحاق، وشريك يهم كثيرًا، وقال الخطابي أيضًا: وحكى ابن المنذر عن أبي داود، قال: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن حديث رافع بن خديج فقال: عن رافع ألوان، ولكن أبا إسحاق زاد فيه: زرع بغير إذنه، وليس غيره يذكر هذا الحديث. (٢)
[باب الإجارة]
[من الصحاح]
٢٢٠٣ - زعم ثابت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى: عن المزارعة وأمر بالمؤاجرة، وقال: لا بأس بها.
قلت: رواه مسلم في البيوع من حديث عبد الله بن مغفل. (٣)
قال: زعم ثابت ... بلفظ المصنف ولم يخرجه البخاري.
(١) معالم السنن (٣/ ٨٢ - ٨٣). (٢) أخرجه أبو داود (٣٤٠٣)، والترمذي (١٣٦٦)، وابن ماجه (٢٤٦٦). وإسناده ضعيف لانقطاعه فإن عطاء لم يسمع من رافع بن خديج قاله الشافعي، كما قال البيهقي (٦/ ١٣٦)، والمراسيل لابن أبي حاتم (١٥٥)، والعلل الكبير للترمذي (٣٧٧)، والعلل لابن أبي حاتم (١٤٢٧)، والإرواء (١٥١٩). (٣) أخرجه مسلم (١٥٤٩).