[الذّاريات:٥٦]، وتقول المرأة لابنها: لم ألدك إلاّ لتكبر فتبرّ بي (١).
{بِإِذْنِ اللهِ:} بأمره وحكمه (٢).
{وَلَوْ:} تدخل على الأفعال، وإنّما وليتها ههنا (أنّ) المشدّدة؛ لأنّها تنوب عن الاسم والخبر، تقول: ظننت أنّك عالم، أي: ظننتك عالما (٣).
والكناية في (هم)(٤) راجعة إلى المنافقين وإلى أوليائهم.
و {إِذْ ظَلَمُوا:} ظرف، والعامل فيه {جاؤُكَ،} أي: أتوك تائبين (٥).
{فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ:}«لذنوبهم»(٦).
{لَوَجَدُوا اللهَ:} أي: لأقبل الله عليهم (٨٢ و) بالتّوبة والرّحمة (٧).
٦٥ - {فَلا وَرَبِّكَ:} نزلت في شأن (٨) خصم الزّبير بن العوّام من الأنصار، كانت بينهما خصومة في شرج (٩) من شراج المدينة، فاختصما إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا زبير اسق أرضك ثمّ أرسل إلى جارك، وأوصاه بالمعروف، فلم يرض الخصم بذلك وقال: أن كان ابن عمّتك يا رسول الله؟ فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمر الزّبير باستيفاء حقّه واستيعابه غاية الاستيعاب على سبيل المضايقة، وقال للزّبير: أمسك الماء حتى يبلغ الجدر، فأنزل الله الآية (١٠).
(فلا): نفي لكلام الخصم، أي: ليس كما يزعم، ثمّ ابتدأ القسم وهذا كقوله (١١): {فَلا أُقْسِمُ}[الواقعة:٧٥]، ولو أنّه لتأكيد النّفي المتأخّر عن القسم على سبيل التّكرار، كما تقول:
لا والله لا أفعل كذا، (وربّك): قسم (١٢).
(١) (فتبر بي) ساقطة من ب. (٢) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٥٧، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢٤٣، وزاد المسير ٢/ ١٤٨. (٣) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٧١، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢٤٣ - ٢٤٤. (٤) في ع وب: منهم، بدل (في هم)، والمراد قوله في الآية نفسها: أَنَّهُمْ. وينظر: تفسير الطبري ٥/ ٢١٧. (٥) ينظر: التبيان في إعراب القرآن ١/ ٣٦٩، والمجيد ٣٨٦ (تحقيق: د. عطية أحمد)، والدر المصون ٤/ ١٨. (٦) تفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٥٧، ومجمع البيان ٣/ ١١٩. (٧) ينظر: التفسير الكبير ١٠/ ١٦٢ - ١٦٣، والبحر المحيط ٣/ ٢٩٦. (٨) ساقطة من ع. (٩) في ك وع: شرح. والشّرج: «مسيل الماء من الحرار إلى السّهولة والجمع أشراج وشراج وشروج»، لسان العرب ٢/ ٣٠٧ (شرج)، وفتح الباري ٥/ ٣٦. (١٠) ينظر: صحيح البخاري ٣/ ١٧١ و ٥/ ١٨٠ - ١٨١، ومسلم ٧/ ٩١، وتفسير البغوي ١/ ٤٤٨. (١١) النسخ الثلاث: قوله. (١٢) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٢١٧، والبغوي ١/ ٤٤٩، والقرطبي ٥/ ٢٦٦.