٢٩ - {سَلَماً:} وسالما مسلما، الذي لا دعوى فيه لأحد. (٦)
{مُتَشاكِسُونَ:} التّشاكس: سوء الخلق وصعوبته. (٧)
وإنما قيل:{مَثَلاً} لأنّهما جعلا مثلا واحدا، قاله الفرّاء. (٨)
٣٠ - {إِنَّكَ مَيِّتٌ:} أطلق اسم المآل على الحال، كقوله:{أَعْصِرُ خَمْراً}[يوسف:٣٦]، قال: أنا ميّت، وعزّ من لا يموت، قد تيقّنت أنّي سأموت، وعلى هذا حمل الفرّاء قوله:{بِغُلامٍ عَلِيمٍ}[الحجر:٥٣]. ويجوز أن يكون عليما في حال الصّغر.
٣١ - عن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه قال: لّما نزلت {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قال الزّبير: أتكرّر (٩) علينا الخصومة (١٠) بعد الذي كان بيننا في الدّنيا، قال: نعم، فقال: إنّ الأمر إذا لشديد. (١١) وعن إبراهيم (٢٨٧ و) قال: لّما نزلت قال أصحاب رسول الله:
ما خصومتنا ونحن إخوان، فلمّا قتل عثمان قالوا: هذه خصومتنا. (١٢)
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٣٤٦، والبيهفي في الشعب ٧/ ٣٥٢، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤١/ ٤٦٢ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (٢) ينظر: تفسير السمرقندي ٣/ ١٧٥، ولسان العرب ٥/ ٩٥. (٣) ينظر: مشارق الأنوار ٢/ ٢٧٤، والنهاية في غريب الحديث ٥/ ٢٨٥، ولسان العرب ٢/ ٣٩٥. (٤) غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ١٢٠، وغريب القرآن للسجستاني ٥٢٢، والنهاية في غريب الحديث ٥/ ٢٨٥. قال في النهاية: «أراد من عمل عملا لله لم يفسد عمله، ولم يبطل كما يهيج الزرع فيهلك». (٥) ينظر: تفسير الثعلبي ٨/ ٢٢٩، وتفسير القرطبي ١٥/ ٢٤٦، ولسان العرب ١٢/ ١٣٨. (٦) ينظر: وضح البرهان في مشكلات القرآن ٢/ ٢٥٨، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢/ ٧٢٠، والدر المنثور ٧/ ١٩٤. (٧) ينظر: القاموس المحيط ١/ ٧١١، ولسان العرب ٦/ ١١٢. (٨) معاني القرآن للفراء ٢/ ٤١٩. (٩) الأصول المخطوطة: أتكر. والتصويب من كتب التخريج. (١٠) الأصول المخطوطة: لخصومة. والتصويب من مصادر التخريج. (١١) أخرجه الحميدي في المسند ١/ ٣٣، وأحمد في المسند ١/ ١٦٧، والترمذي في السنن (٣٢٣٦)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (١٢) ينظر: تاريخ دمشق ٣٩/ ٤٩٣، وتخريج الأحاديث والآثار ٣/ ٢٠٣.