سمِعنا صوتًا وقَع من السماءِ كأنه صوتُ حَصاةٍ وقَعت في طَسْتٍ، ورمَى رسولُ اللهِ ﷺ تلك الرَّمْيةَ، فانهزمنا (١).
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو معشرٍ، عن محمدِ بنِ قيسٍ ومحمدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، قالا: لما دنا القومُ بعضُهم من بعضٍ، أخَذ رسولُ اللهِ ﷺ قَبضْةً من ترابٍ، فرمَى بها في وجوهِ القومِ، وقال:"شاهتِ (٢) الوجوهُ". فدخَلت في أعينِهم كلِّهم، وأقْبَل أصحابُ رسولِ اللهِ ﷺ[يقتلونهم ويأسِرونهم](٣)، وكانت هزيمتُهم في رميةِ رسولِ اللهِ ﷺ، وأَنْزل اللهُ: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ الآية إلى: ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (٤).
حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ الآية. ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ أخَذ يومَ بدرٍ ثلاثةَ أحجارٍ، ورمَى بها (٥) وجوهَ الكفارِ، فهُزِموا عندَ الحجرِ الثالثِ (٦).
حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ حينَ التقى الجمعانِ يومَ بدرٍ لعليٍّ: "أَعْطِنى
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٧٢، والطبراني (٣١٢٨) من طريق موسى بن يعقوب به. وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ١٧٤ إلى ابن مردويه. وينظر أسباب النزول للواحدى ص ١٧٤. (٢) أي: قَبُحت. (٣) في ص، ف: "يقتلوهم ويأسروهم". (٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٧١ عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٧٥ إلى المصنف. (٥) بعده فى م: "فى". (٦) ذكره البغوى في تفسيره ٣/ ٣٤٠.