غالبُهَا ليسَ لها أسانيدُ صَحِيحةٌ مُتَّصِلَةٌ، بل غالبُ أسانيدِهَا ضَعِيفَةٌ بِإرسال، أو انقطاع، أو راوٍ ضَعِيفٍ.
قال الزركشي - رحمه الله -: (قال المحققون من أصحابه: ومراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيدُ صِحاح مُتَّصلَةٌ، وإلا فقَدْ صَحَّ مِن ذلك كثير). (١)
علَّق السيوطي - رحمه الله - في «الإتقان» بقوله: (قلتُ: الذي صحَّ من ذلك قليلٌ جداً، بل أصلُ المرفوعِ منه في غايَةِ القِلَّة، وسأسردها كلَّها آخر الكتاب ـ إن شاء الله تعالى ـ). (٢)
واقتصر في «تدريب الراوي» في بيان معنى قول الإمام أحمد على عبارة مقتضبة موهمة، قال:(قال ابن تيمية: معناه ليس له إسناد)(٣). بينما كلام ابن تيمية - رحمه الله - في بيان معناه: ليس له إسناد صحيح متصل.
وإليك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وفي بعضه تَفصِيْلٌ رَائِعٌ،
(١) «البرهان في علوم القرآن» (٢/ ١٥٦)، وقال الفتوحي في «شرح الكوكب المنير» ... (٢/ ١٥٨): (ليس غالبها الصحة). (٢) «الإتقان» ـ ط. المجمع ـ (٦/ ٢٢٨٥). (٣) «تدريب الراوي ـ ط. ابن الجوزي ـ (١/ ٤٥٤)، ثم وجدتُه كذلك في ـ ط. المنهاج في جدة بتحقيق عوَّامة ـ (٣/ ٥١٨)، وقد تعقَّبَ عوامةُ السيوطيَّ في ذلك، وبيَّنَ كلامَ ابن تيمية.