وروي من حديث أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - دَعَا فَاطِمَةَ عَامَ الْفَتْحِ فَنَاجَاهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ حَدَّثَهَا فَضَحِكَتْ. قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سَأَلْتُهَا عَنْ بُكَائِهَا وَضَحِكِهَا. قَالَتْ:«أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ يَمُوتُ؛ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ؛ فَضَحِكْتُ». (١)
وروي من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ:
لمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}(سورة النصر، آية (١)) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاطِمَةَ - رضي الله عنها - فَقَالَ:«قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي»، فَبَكَتْ، فَقَالَ:«لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لِحَاقاً بِي»، فَضَحِكَتْ، فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَ: يَا فَاطِمَةُ، رَأَيْنَاكِ بَكَيْتِ ثُمَّ ضَحِكْتِ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي «لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقٌ بِي» فَضَحِكْتُ.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ فَقَالَ:«هُمْ أَرَقُّ أفْئدةً، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ». (٢)
* * *
(١) وهو حديث ضعيف. سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (٢٨). (٢) وهو حديث ضعيف. سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (١١).