هذا هو الدليل الثاني، وقوله:(إلهًا)، نكرة في سياق الشرط، والقاعدة:"أن النكرة إذا جاءت في سياق الشرط فإنها تدل على العموم"؛ أي: أي إله، وإطلاق الإله على ما سوى الله ﷿ من باب حكاية الحال والواقع، وإلا فإنه لا يستحق الألوهية إلا الله وحده: ﴿أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا﴾ [الأنبياء: ٤٣] سماها الله آلهة، لكنها آلهة بغير حق، فالإله بحق: هو الله وحده.
وقوله:(﴿لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾): هذه الجملة تسمى عند العلماء "صفة كاشفة"، وليست قيدًا، فليس المراد أن نوعًا من الآلهة عليه برهان، ونوعًا من الآلهة ليس عليه برهان! كلا فلا يوجد برهان على ألوهية إله سوى الله ﷿.
قوله:(﴿فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾): هذه الجملة منطوية على معنى التهديد والوعيد، بدليل قوله:(﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾)، والفلاح هو: الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب؛ لذا قال الله ﷿: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾: لأن مآل الكافر إلى خسر، مآله أن يكون في الدرك الأسفل من النار.
فدلت هاتان الآيتان على وجوب توحيد الله تعالى بالدعاء وعدم صرفه لغير الله تعالى.