للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (ومِنْ مخلوقاتِه السماواتُ السَّبْعُ والأَرْضُونَ السَّبع ومَنْ فيهنَّ): وإلا فإن الكل يصدق عليه أنه آيات الله، ويصدق عليه أنه مخلوقات، ولعله لحظ في المجموعة الأولى أن فيها معنى التجدد والتعاقب، وفي الثانية معنى الثبات والدوام؛ ثم ساق الدليل.

قوله: (والدليلُ قولُه تَعَالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: ٣٧]): فمن نظر في هذه الآيات أحدثت في قلبه معرفة بخالقها، يقول تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ [النبأ: ٦ - ١٦]؛ فينبغي للمؤمن الحصيف أن يستعمل هذه الآيات في إذكاء إيمانه وتقوية يمينه؛ فيستفيد من هذه الآيات الموجودة في الكون لتقوية الإيمان، ولا تمر عليه مرورًا عابرًا، لا، بل ينتفع بها، وقال تعالى: ﴿لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ﴾ [فصلت: ٣٧]، وذلك من الناس من كانوا يعبدون الشمس، ومنهم من كانوا يعبدون القمر، قال تعالى: ﴿وَاسْجُدُوا لِلَّهِ﴾ [فصلت: ٣٧]؛ لأن السجود علامة العبادة والإخلاص لله تعالى الذي خلقهن، فخالق هذه المخلوقات أحق بالعبادة، كيف يعبد المخلوق ويترك الخالق؟!.

قوله: (وقولُهُ تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٤]).

<<  <   >  >>