للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما في الآخرة فإن الله يحبط جميع الأعمال، قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥].

فيجب أن يكون عمدة دعوتنا: الدعوة إلي التوحيد، والتحذير من الشرك، فقبل أن نحذرهم من الشهوات والمعاصي نحذرهم من الشرك بالله؛ لأنه إذا صلحت قلوبهم تخلصوا من تبعات ذلك من المنكرات والمعاصي.

والظلم: هو النقص، وقد قال جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ) (١)، فمن وحد الله توحيدًا تامًا، دخل الجنة تلقائيًا، ومن وقع في توحيده شيئًا من الكبائر فهو تحت المشيئة والإرادة إن شاء الله عفا عنه ثم أدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه، لكن مآله إلى الجنة؛ لأن عنده أصل التوحيد.

وأما من أشرك بالله فلا ينفعه أي عمل صالح، حتى لو قام بأعمال خيرية في الدنيا فقد تنفعه في الدنيا بتوسعة في الرزق والصحة في البدن لكنها تحبط في الآخرة.

والشرك نوعان:

النوع الأول: شرك أكبر.

النوع الثاني: شرك أصغر.

فالشرك الأكبر: مساواة غير الله بالله فيما يختص به الله في الربوبية


(١) أخرجه مسلم رقم (٩٣).

<<  <   >  >>