وقال: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [المائدة: ٤٩]، ثم قال بعد ذلك: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: ٥٠].
فجاءت هذه الآيات العظيمات في سورة المائدة في تكفير من حكم بغير ما أنزل الله، والتشنيع عليه، ووجوب التزام الشريعة التي أنزلها الله، والتحذير من الاستدلال والافتتان والتخلي عن بعض ما أنزل الله تعالى؛ وبيان أن ما ثم إلا حكم الله وحكم الجاهلية، ولا سواء، ولا مقارنة بين الأمرين: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: ٥٠].
فهذه الآيات تدل على وجوب الحكم بما أنزل الله ﷿ لأن الله تعالى ما أنزل هذه الشريعة لكي تكون مادةً تحفظ في الكتب وتصف على الرفوف، وإنما أنزل الله هذه الشريعة لتحتكم إليها البشرية؛ فتصلح بها