للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا هو نسب نبينا ، وهذه بيئته؛ فقد كان في مكة؛ أم القرى، ومحط أفئدة المؤمنين، ليس من العرب فقط؛ بل من العالمين، وهي مذكورة مشهورة في كتب أنبياء بني إسرائيل، ما من نبي إلا وحج البيت، ما من نبي من أنبياء الله إلا ويعلم أن لمكة مزية وفضلًا، وأنها محل البيت الحرام؛ لكن اليهود والنصارى أخفوا هذه الحقيقة، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ مَرَّ بِوَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ: «أَيُّ وَادٍ هَذَا؟» فَقَالُوا: هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ، قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ»، ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ: «أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟» قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ وَهُوَ يُلَبِّي» (١)؛ وكان في طريقه إلى الحج، وقد بلغ فج الروحاء؛ فقال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا» (٢)، وهذا يكون في آخر الزمان عندما ينزل عيسى بن مريم؛ فيحج بيت الله الحرام، وقد جاء في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا مِنْهُمْ مُوسَى» (٣)؛ فبعث الله نبيه في أخريات الزمان من العرب، وقد كان اليهود استوطنوا المدينة بناءً على معرفتهم بصفة مهاجره: وأنها في


(١) أخرجه مسلم رقم (١٦٦).
(٢) أخرجه مسلم رقم (١٢٥٢)، من حديث أبي هريرة، ، مرفوعاً.
(٣) رواه مرفوعا الطبرني في المعجم الكبيررقم (١٢٢٨٣)، وأبو الطاهر في المخلصيات رقم (١٢٨٦)، وصححه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (٣٠٩)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ١١٧): "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَإِسْنَاده حسن"، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب رقم (١١٢٧).

<<  <   >  >>