فهل استنفدت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أهدافها، ولم يبق شيء من مقاصدها وأغراضها؟ هل باتت حركة محنطة في متحف التاريخ، يتناولها الكُتَّاب والمحللون درساً ونقداً وتحليلاً؟
كلا! إن صح أن توجه هذه التساؤلات إلى دين الإسلام -وهيهات وأنى- صح أن توجه تبعاً لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب؛ لأن الحقيقة واحدة، وإن وقع شيء من الأخطاء البشرية، والتجاوزات الفرعية التي لا تثلم الأصل، ولا تخدش صفاءه.
ما أحوج البشرية اليوم إلى التوحيد، وقد نسي الناس ما خلقوا لأجله!
ما أحوج البشرية اليوم إلى التخلص من مظاهر الشرك والكفر بأنواعه!
ما أحوج المسلمين اليوم إلى التعاون والتناصر فيما بينهم ضد عدوهم الذي يتربص بهم الدوائر، ويكيل لهم التهم ليل نهار!
ما أحوج المسلمين اليوم إلى تجديد روح الاتباع لإمام الهدى ﷺ، كما أمر تعالى بقوله: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ [الأعراف: ١٥٨].
وما أحوج البشرية اليوم، والمسلمون ابتداءً، إلى إقامة دين الله، وتحكيم شرعه، الذي بات غريباً في غابة الأنظمة العلمانية، والشرائع الوضعية.
إن على أبناء هذه الدعوة المباركة، وأحفاد الإمامين المجددين، أن