للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الركن السادس: الإيمان بالقدر، ولا يتم إيمان امرئ بالقدر حتى يحقق أمورًا أربعة:

الأمر الأول: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء، جملة وتفصيلًا، أزلًا وأبدا، ما كان وما يكون، وما سوف يكون، وما لم يكن كيف لو كان يكون، سواء ما تعلق بأفعاله سبحانه، أو ما تعلق بأفعال عباده، فيعتقد اعتقادًا جازمًا بأن الله لا تخفى عليه خافية، وأنه علم ما الناس عاملون، من خير وشر وطاعة ومعصية، كما علم أرزاقهم وآجالهم.

الأمر الثاني: الإيمان بكتابة الله تعالى لعلمه ذلك في اللوح المحفوظ، كما قال الله ﷿ ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ [البروج: ٢٢]، وكما قال سبحانه: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: ٣٩] الذي هو اللوح المحفوظ، وكما قال نبيه في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (١)، فلا يتحرك متحرك ولا


(١) أخرجه مسلم رقم (٢٦٥٣).

<<  <   >  >>