لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ) (١)، فلابد من البراءة من الشرك وأهله؛ لأن الشرك يتمثل في جماعة فلابد من البراءة من أهله أيضًا؛ ولهذا قال النبي ﷺ:(أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ؟ قَالَ:(لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا)(٢)، وقد قال الله ﷿: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة: ٢٢]، هذه حقيقة الإسلام، ويجب أيها الإخوة أن يكون لدينا ألسنة ناطقة، وبيانًا واضحًا حينما نُعرف بديننا، فإذا قيل لنا ما دينكم الذي تدعون إليه؟ ينبغي أن ينطلق لسانك وبيانك في بيان حقيقة هذا الدين، وتميزه على سائر الأديان، وأنه لا يوجد دين توحيدي على وجه الأرض إلا دين الإسلام، هو إرث الأنبياء السابقين، وأما ما سواه من الملل والنحل فقد دخلها الشرك وفسدت بما أحدثه الأحبار والرهبان.
قوله:(وَهُوَ ثَلاثُ مَرَاتِبَ: الإسْلامُ، وَالإِيمَانُ، وَالإِحْسَانُ. وَكُلُّ مَرْتَبَةٍ لَهَا أَرْكَانٌ): الواقع أن هذه المراتب كما أسلفنا هي مراتب الدين؛ إذ لا يستقيم أن نقول الإسلام ثلاثة مراتب أولها الإسلام؛ لأن هذا تعريف للشيء ببعضه وإنما هي مراتب الدين بدليل أن النبي ﷺ قد
(١) أخرجه مسلم رقم (١٢١٨)، من حديث جابر بن عبد الله ﵄، مرفوعاً. (٢) أخرجه أبو داود رقم (٢٦٤٥)، والترمذي رقم (١٦٠٤) عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، مرفوعا، وأخرجه النسائي رقم (٤٧٨٠) عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ مرفوعا بدون ذكر جرير، قال ابن حجر كما في التلخيص الحبير: وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم، (٤/ ٢١٨)، وصححه الألباني مرفوعا بشواهده في الإرواء رقم (١٢٠٧)، والأرناؤوط في تحقيق سنن أبي داود (٤/ ٢٨١).