للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفرع الثالث نظرية الرافعي في إعجاز القرآن الكريم]

قسم الرافعي نظريته في الإعجاز وبناها على أركان ثلاثة، انطلق من خلالها في تقرير مفردات الإعجاز، وهي: الحروف وأصواتها، والكلمات وحروفها، والجمل وكلماتها. ولنبدأ بها تباعاً:

أولاً: الحروف وأصواتها

يقول الرافعي: (فإن طريقة النظم التي اتسقت بها ألفاظ القرآن، وتألفت لها حروف هذه الألفاظ، إنما هي طريقة يتوخى بها إلى أنواع من المنطق وصفات من اللهجة لم تكن على هذا الوجه من كلام العرب، ولكنها ظهرت فيه أول شيء على لسان النبي ؛ فجعلت المسامع لا تنبو عن شيء من القرآن، ولا تلوي من دونه حجاب القلب، حتى لم يكن لمن يسمعه بد من الاسترسال إليه والتوفر على الإصغاء، لا يستمهله أمر من دونه وإن كان أمر العادة، ولا يستنسئه الشيطان وإن كانت طاعته عندهم عبادة) (١).

سمى الرافعي هذا الأمر بالموسيقى اللغوية، ثم بيّن أن هذا أحد معاني النظم الذي يريده وليس نظم السابقين، حيث يقول: (وهذا نوع من التأليف لم يكن منه في منطق أبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء إلا الجمل القليلة) (٢).


(١) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، الرافعي، ص ١٤٧.
(٢) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، الرافعي، ص ١٤٧.

<<  <   >  >>