وإذا كان هذا هو حال العرب جميعاً دون استثناء فكيف الحال بمن هم سادات العرب وزعماؤهم وقادتهم: قريش مكة، الذين اعترف لهم بالسيادة والريادة والقيادة خواص العرب قبل عوامهم.
ولو كانوا قادرين على أن يأتوا بمثل القرآن؛ لما انتظروا لحظة واحدة، ولا نقضّوا على الكتاب الذي سفّهَ أحلامهم ودمّر عقائدهم وقلّل من شأن تاريخهم وتراثهم.
الأمر الثاني: ما سجله التاريخ من إعجاب العرب بالقرآن الكريم حالاً ومقالاً، ومن مجموعة الاعترافات الكثيرة والخطيرة من زعماء البلاغة وأرباب الفصاحة آنذاك. ومن ذلك قولة الوليد المشهورة:(والله إنَّ له لحلاوةً، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر)(١).
[الفرع الثاني جهود عبد القاهر في رد الشبهات]
مما عرض له الشيخ عبد القاهر في رسالته تلك الشبهات التي تحمل معنى غير المعنى الذي قدم له عبد القاهر من مقدمات حول العلاقة بين العربية والعرب والإعجاز، ومن هذه الشبه: