للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني عشر اشتمال القرآن الكريم على الحِكَم البالغة

[المبحث الثالث عشر عدم الاختلاف والتناقض بين معانيه]

ومما قيل في إعجاز القرآن الكريم أنه معجز لاشتماله على الحكم البالغة، ولعدم الاختلاف في حقائقه وانتفاء التناقض بين معانيه، يقول الزرقاني: (ويلاحظ كذلك أن الاشتمال على الحكم البالغة وعدم الاختلاف والتناقض بين معانيه، لا يصلح واحد منها أن يكون وجهاً من وجوه الإعجاز؛ لأنهما لا يخرجان عن حدود الطاقة، بل كثيراً ما نجد كلام الناس مشتملاً على حكم، وسليماً من التناقض والاختلاف) (١).

قلت: وما رد به الزرقاني هذين الوجهين صحيح لا غبار عليه ولا فيه، بل هو منهج صحيح في رد ما قيل إنه إعجاز، والقاعدة التي بُني الرد عليها هي اشتمال كلام الناس على الحكم البالغة، وخلو بعض الكلام غير الإلهي من التناقض والاختلاف، وما كان


(١) الزرقاني، مناهل العرفان، ج ٢، ص ٤١٣.

<<  <   >  >>